الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس في القرآن ما يدل على أن ( الدايم ) من أسماء الله تعالى ولا من صفاته، ولا نعلم في السنة الصحيحة ما يدل على ذلك أيضاً.
واعلمي أن أسماء الله وصفاته توقيفية، أي أن الواجب في باب أسماء الله وصفاته التوقف، بمعنى إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم منها، ولا مجال للعقل في إثبات الأسماء والصفات لله، فقد يستحسن العقل معنى، لكن لا تليق نسبته إلى الله، فكمال الله يختلف عن كمال المخلوق.
ونحب هنا أن نشير إلى أن من أسماء الله الحسنى اسم ( الآخر) حيث قال تعالى عن نفسه في سورة الحديد: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(الحديد:3)
وثبت عن رسول الله صلى عليه وسلم أنه كان يقول في بعض أدعيته: " أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء.."
فاسم الله (الآخر) يتضمن نفس المعنى المراد في كلمة ( الدايم) أي معنى الذي لا يلحقه زوال ولا يفنى ـ سبحانه ـ بل هو الآخر.
ولمعرفة الفرق بين أسماء الله وصفاته، راجعي الفتوى رقم: 28942.
وإذا أردت أن تدرسي منهج أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته، فاقرئي (العقيدة الواسطية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، والأفضل أن تقرئي شرحها للشيخ محمد خليل هراس أو الشيخ صالح الفوزان أو الشيخ ابن عثيمين فهذا الكتاب وشروحه من أنفع الكتب المؤلفة في هذا الباب.