الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أوغل أخوك في الخطأ والبعد عن الصواب، فإنكار الخالق جل وعلا من أعلى درجات الكفر، والقول بتحريف القرآن كفرثان ، وإنكار وجوب الصلاة أو التشكيك في مطلوبيتها وأهميتها كفر آخر، والعياذ بالله.
وعلاج هذه الأمور يكون بالدعاء أولاً لهما بالهداية والاستقامة فإنه أحسن علاج. قال الله تعالى: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر: 60) وقال:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }(البقرة: 186).
ثم بتبصيرهما الأدلة العقلية والنقلية المفيدة لوجود الخالق، وأولها وجود هذا الكون بسماواته وأراضيه وشمسه وقمره وبحاره وأنهاره ودوابه وإنسه وجنه، وما هو عليه من حسن تنسيق وتدبير، وغير ذلك مما يشهد بوضوح بوجود خالق، ومن يكون ذلك الخالق غير الله؟!!
ثم لفت انتباههما إلى الآيات القرآنية الدالة على الخالق، قال تعالى: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (العنكبوت:20) {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (فصلت:53) {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ* أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لا يُوقِنُونَ * أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ}(الطور:36 ـ 37)
ثم يبين لهما سوء العاقبة والمصير بالنسبة لمن مات على غير ملة الإسلام.
ومع كل هذا فينبغي التعامل معهما بالحكمة والعقل والكياسة، قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل: 125)
وحاولي قدر المستطاع تنحية أخوك عن ابن العم الذي ذكرت من أمره ما ذكرت.
وأما نجاسة الكلب فهي وإن كانت هي الراجحة، وقال بها جمهور أهل العلم، إلا أنها محل خلاف، كما سبق أن بينا في فتاوى سابقة ويمكن أن تراجعي فيها الفتوى رقم: 4993.
وعليه؛ فلا ينبغي أن تكون في الأولويات عند محاورة الأخوين ونقاشهما لأنها ولو قيل بالاتفاق عليها فإنها لا تقرب من رتبة أمور تبلغ درجة الكفر، ناهيك عن أن الخلاف فيها خلاف قوي ومشهور.