الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون. رواه البخاري ومسلم.
وقد ذكر النووي في شرح الحديث: أن الكمال يطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى.
وهذا يدل على وجود الكمال في الناس بحسبهم، ولا يعني هذا أنه يصل أو يقارب كمال الله تعالى، لأنه تقدس وتنزه عن جميع النقائص، ولا على أن الناس معصومون لأن العصمة خص بها الأنبياء.
وأما عن وجود من هو متصف بالكمال من المؤمنين حالاً، فهذا ما لا نعلم شيئاً فيه، فقد يكون موجوداً، فقد نصوا على أن بعض العلماء بلغ هذا الكمال.
قال المباركفوري في شرح الترمذي عند هذا الحديث: كمل أي صار كاملاً وبلغ مبلغ الكمال من الرجال كثير أي كثيرون من أفراد هذا الجنس حتى صاروا رسلاً وأنبياء وخلفاء وعلماء وأولياء.
والله أعلم.