الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ أبيك عليك عظيم، ولا يسقط حقّه عليك بظلمه لكم. وراجع الفتوى: 114460.
فالواجب عليك برّ أبيك بما تقدر عليه من الزيارة، وتفقد أحواله، وقضاء حوائجه، ونحو ذلك؛ فبرّ الوالدين ليس له في الشرع حد مقدر، أو صفة معينة، ولكنه باب واسع يشمل ضروب الإحسان.
جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب: والمعنى الجامع إيصال ما أمكن من الخير، ودفع ما أمكن من الشر بحسب الطاقة. انتهى.
وليس في برّ أبيك؛ إساءة إلى أمك أو كسر لخاطرها، وقد ذكرت أنّها تحثكم على برِّ أبيكم -جزاها الله خيرًا- فبرّك أباك برّ لها، وعلى فرض أنّك تخشى كسر خاطرها ببعض صور برك بأبيك؛ ففي هذه الحال يمكنك أن تخفي عنها ما تخشى أن يكسر خاطرها، وتفعله دون علمها.
وبرّك بأبيك، وتواضعك له، وصبرك عليه؛ يزيدك كرامة وعزة. وراجع الفتوى: 452785.
والله أعلم.