الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن لزمته الجنابة؛ وجب عليه الغسل، فإن لم يجد ما يغتسل به، أو عجز عن استعماله لمرض ونحوه؛ انتقل إلى التيمم؛ قال تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة: 6}.
ومعنى: اطهروا: اغتسلوا.
قال البغوي: أَيِ: اغْتَسِلُوا. اهـ.
وعليه؛ فإن كان من تسكن معه لا يسمح لك باستعمال ماء المنزل في الغسل، فيجب عليك البحث عن الماء بطُرُق أخرى، كأن تبحث عن تحصيله ولو بشرائه بثمن لا يُجْحِف بك، أو تطلبه ممن لا تعلم أنه سيبخل به عليك.
فإن لم تجده بعد الطلب والسعي في تحصيله؛ أجزأك التيمم؛ لقوله تعالى: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا {النساء: 43}، {المائدة: 6}.
ولا يجزئك الوضوء عن الغُسل في هذه الحالة.
وراجع الفتويين: 102139، 442948.
علما بأن التيمم لا يلزم له الرمل عند بعض أهل العلم. وراجع الفتوى: 28099.
ولك أن تقلد من لا يشترط التراب الذي فيه غبار، إن تعين عليك التيمم.
والله أعلم.