الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن القرائن المذكورة في السؤال تشير إلى أن هذا الحدث كان في اليقظة لا في المنام.
وعليه، فإن تحققت كونه منيًا بأن كانت فيه صفات المني المعروفة، وصاحب خروجه تدفق ولذة، فقد وجب عليك الغسل بإجماع أهل العلم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن أبي داود، والنسائي عن علي -رضي الله عنه- قال: كُنتُ رجلًا مذَّاءً، فقالَ لي رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: إذا رَأيتَ المذيَ، فاغسلْ ذَكَرَكَ، وتَوضَّأ وضوءَكَ للصَّلاةِ، وإذا فَضختَ الماءَ، فاغتَسِلْ.
وفضخ الماء: خروجه بشهوة، وتدفق.
وإن خرج بدون لذة فإنه لا يوجب الغسل عند جمهور العلماء، خلافا للشافعية الذين يرون خروج المني موجبًا للغسل، سواء خرج بشهوة، أم بدون شهوة. قال الإمام النووي في المجموع: أجمع العلماء على وجوب الغسل بخروج المني، ولا فرق عندنا بين خروجه بجماع، أو احتلام، أو استمناء، أو نظر، أو بغير سبب، سواء خرج بشهوة، أو غيرها، وسواء تلذذ بخروجه، أم لا، وسواء خرج كثيرا، أو يسيرا ولو بعض قطرة، وسواء خرج في النوم، أو اليقظة من الرجل، والمرأة، العاقل والمجنون، فكل ذلك يوجب الغسل عندنا. انتهى.
وإن لم تكن فيه صفات المني فالظاهر أنه مذي، لا يوجب الغسل، ويكفي فيه الوضوء، وغسل ما أصاب البدن، والثياب منه، وللمزيد عن صفات المني، والمذي عند المرأة تراجع الفتوى: 51191.
وصلاتك صحيحة ما لم تتيقني أن خروجه كان قبل الصلاة، أو أثناءها.
والله أعلم.