تفسير مجموعة من الآيات من سور مختلفة

17-6-2004 | إسلام ويب

السؤال:
- {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} [طه: 25- 28]. 2- {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: 16]. 3- {رَبَّنَا ءامَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 53]. 4- {رَبَّنَا ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201]. 5- {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [البقرة: 285]. 6- {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 286]. 7- {حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة:129]. 8- {عسى ربي أن يهديني سواء السبيل} [القصص: 22]. 9- {رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [القصص: 21]. 10- {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23]. 11- {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [هود: 47]. 12- {رَبَّنَا ءامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 109]. 13- {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [الفرقان: 65- 66]. 14- {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]. 15- {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28]. 16- {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 127-128]. 17- {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ} [إبراهيم: 40]. 18- {رَبَّنَا ءامَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [المائدة: 83]. 19- {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35]. 20- {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]. 21- {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} [الممتحنة: 4]. 22- {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]. 23- {لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]. 24- {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنْ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [يونس: 85-86]. 25- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 147]. 26- {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} [المؤمنون: 118]. 27- {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]. 28- {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 191-194]. 29- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]. 30- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10]. 31- {رَبَّنَا ءاتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10]. 32- {رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]. 33- {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون: 97-98]. 34- {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 41]. 35- {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ}[الشعراء: 83-85]، {وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: 87]. 36- {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ} [الصافات: 100]. 37- {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التحريم: 8]. 38- {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16]. 39- {رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [العنكبوت: 30]. 40- {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 47]. 41- {رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الممتحنة:5]. 42- {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 19]. 43- {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38]. ما معنى جميع الدعاء؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اعتمدنا بعد الله في تفسير ما سألت عن تفسيره من أدعية على تفسيري الإمامين ابن كثير والقرطبي غالباً، وسيكون ترتيب الأدعية حسبما كتبت.

1ـ  [رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي]. قال ابن كثير: أي إن لم تكن عوني ونصري وعضدي وظهيري فلا طاقة لي بذلك "واحلل عقدة من لساني". قال ابن عباس: شكا موسى إلى ربه ما يتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءا ويتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه فآتاه سؤله فحل عقدة من لسانه. اهـ.

2ـ [رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي]، هذا من دعاء موسى -عليه الصلاة والسلام- بعد قتله للقبطي، قال ابن كثير: من أجل أنه لا ينبغي لنبي أن يقتل حتى يؤمر وأيضا فإن الأنبياء يشفقون مما لا يشفق منه غيرهم. اهـ.

3ـ [رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ]، هذا من دعاء الحواريين الذين آمنوا بالله تعالى وصدقوا رسوله عيسى ابن مريم عليهما وناصروا دعوته إلى التوحيد، قال الإمام القرطبي: ربنا آمنا بما أنزلت، أي يقولون ربنا آمنا بما أنزلت يعني في كتابك وما أظهرته من حكمك واتبعنا الرسول يعني عيسى، فاكتبنا مع الشهدين يعني أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-. اهـ.

 4ـ [رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ]

قال القرطبي: ومنهم أي الناس وهم المسلمون يطلبون خير الدنيا والآخرة.. إلى أن قال: والذي عليه أكثر أهل العلم أن المراد بالحسنتين نعم الدنيا والآخرة. انتهى، ثم سألوا الله تعالى النجاة من عذاب النار.

5ـ [سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ]، قال ابن كثير: أي سمعنا قولك يا ربنا، وفهمناه، وقمنا به، وامتثلنا العمل بمقتضاه، غفرانك ربنا سؤال للمغفرة والرحمة واللطف، وإليك المصير أي المرجع والمآب يوم الحساب. اهـ.

6ـ [رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ]، قال ابن كثير: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، أي إن تركنا فرضا على جهة النسيان أو فعلنا حراما كذلك، أو أخطأنا أي الصواب في العمل جهلا منا بوجهه الشرعي، ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا أي لا تكلفنا  الأعمال الشاقة وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال والآصار التي كانت عليهم. ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به أي من التكليف والمصائب والبلاء لا تبتلنا بما لا قبل لنا به، واعف عنا أي فيما بيننا وبينك مما تعلمه من تقصيرنا وزللنا، واغفر لنا أي فيما بيننا وبين عبادك فلا تظهرهم على مساوئنا وأعمالنا القبيحة، وارحمنا أي فيما يستقبل فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر، أنت مولانا أي أنت ولينا وناصرنا وعليك توكلنا، فانصرنا على القوم الكافرين أي الذين جحدوا دينك وأنكروا وحدانيتك ورسالة نبيك. اهـ.

7ـ [حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم]ِ، قال ابن كثير: أي هو مالك كل شيء وخالقه لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات وجميع الخلائق من السماوات والأرضين وما بينهما. اهـ.

8ـ [قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ]، هذا من دعاء موسى -عليه الصلاة والسلام-، قال ابن كثير: سواء السبيل أي الطريق الأقوم، ففعل الله به ذلك وهداه إلى الطريق المستقيم في الدنيا والآخرة فجعله هاديا مهديًا. اهـ.

9ـ [قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ]، وهذا أيضاً من دعاء موسى سأل الله تعالى أن ينجيه من فرعون وملئه، كما قال ابن كثير.

10ـ [رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ]، هذا من كلام آدم وحواء اعترفا بالخطيئة وأعلنا توبتهما إلى الله تعالى؛ كما قال الإمام القرطبي.

11ـ [رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ]، قال القرطبي: فقال نوح ربي إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم.. وهذه ذنوب الأنبياء عليهم السلام، فشكر الله له تواضعه، وإلا تغفر لي ما فرط من السؤال وترحمني أي بالتوبة أكن من الخاسرين أي أعمالاً. اهـ.

12ـ [رَبَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ]، هذا من دعاء بعض السابقين إلى الإسلام من أفاضل الصحابة حيث قال تعالى عنهم: [إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي].

قال القرطبي: قال مجاهد هم بلال وخباب وصهيب وفلان وفلان من ضعفاء المسلمين، كان أبو جهل وأصحابه يهزؤون بهم. اهـ.

13ـ [رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً هذا من دعاء عباد الرحمن الذين أضافهم الله تعالى إليه إضافة تشريف وتعظيم، قال القرطبي: يقولون ذلك في سجودهم وقيامهم، إن عذابها كان غراماً أي لازما دائما غير مفارق، إنها ساءت مستقرا ومقاما أي بئس المستقر وبئس المقام، أي أنهم يقولون ذلك عن علم. اهـ.

14ـ [رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً]، قال القرطبي: قرة أعين أي مطيعين لك، واجعلنا للمتقين إماما أي قدوة يقتدى بنا في الخير، وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي متقياً قدوة. اهـ.

15ـ[رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ]، هذا من دعاء نوح -عليه الصلاة والسلام-، قال القرطبي: دعا لنفسه ولوالديه وكانا مؤمنين، ولمن دخل بيتي مؤمنا أي مسجدي ومصلاي مصدقاً بالله. اهـ.

16ـ [رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ]، هذا من دعاء ابراهيم وإسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- أثناء بنائهم لبيت الله الحرام، حيث قال الله تعالى: [وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ]، قال القرطبي: والمعنى ويقولان ربنا إنك أنت السميع العليم اسمان من أسماء الله تعالى. اهـ.

17ـ [رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ]، هذا من دعاء ابراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال القرطبي: رب اجعلني مقيم الصلاة أي من الثابتين على الإسلام والتزام أحكامه، ومن ذريتي أي واجعل من ذريتي من يقيمها، ربنا وتقبل دعاء أي عبادتي. اهـ.

18ـ [رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ]، هذا من دعاء الرهبان النصارى الذين أعلنوا إسلامهم، قال القرطبي: فاكتبنا مع الشاهدين أي مع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- الذين يشهدون بالحق. اهـ.

19ـ [رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ]، هذا من دعاء ابراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال القرطبي: هذا البلد آمنا يعني مكة، واجنبني.... أي اجعلني جانبا عن عبادتها، وأراد بقوله بني بنيه من صلبه، وكانوا ثمانية فما عبد أحد منهم صنما، وقيل هو دعاء لمن أراد الله أن يدعو له. اهـ.

20ـ [رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ]، هذا من دعاء موسى -عليه الصلاة والسلام-، قال القرطبي: ثم تولى إلى الظل إلى ظل سمرة، قاله ابن مسعود: وتعرض لسؤال ما يطعمه بقوله: إني لما أنزلت إلي من خير فقير، وكان لم يذق طعاما سبعة أيام وقد لصق بطنه بظهره، فعرض بالدعاء ولم يصرح بسؤال. اهـ.

21ـ [رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ]، قال القرطبي: هذا من دعاء إبراهيم عليه السلام وأصحابه، وقد علم المؤمنين أن يقولوا هذا أي تبرؤوا من الكفار وتوكلوا على الله وقولوا إليك أنبنا أي رجعنا، وإليك المصير لك الرجوع في الآخرة. اهـ.

22ـ [رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ]، هذا من دعاء زكرياء -عليه الصلاة والسلام- قال القرطبي: رب لا تذرني فردا أي منفردا لا ولد لي وأنت خير الوارثين، أي خير من يبقى بعد كل من يموت. اهـ.

23ـ [لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ]، قال الإمام القرطبي: يريد فيما خالف فيه من ترك مداومة قومه والصبر، وقيل في الخروج من غير أن يؤذن له. انتهى، وهذا من دعاء ذي النون.

24ـ [رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ]، قال القرطبي: أن لا تنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين، أو لا تمتحنا بأن تعذبنا بأيديهم، ونجنا برحمتك أي خلصنا من القوم الكافرين أي فرعون وقومه. اهـ.

25ـ [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ]، قال الشوكاني في فتح القدير: وما كان قول أولئك الذين كانوا مع الأنبياء إلا هذا القول، وقوله: إلا أن قالوا استثناء مفرغ أي ما كان قولهم عند أن قتل منهم ربانيون أو قتل نبيهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا، قيل هي الصغائر، وقوله: وإسرافنا في أمرنا قيل هي الكبائر، والظاهر أن الذنوب تعم كل ما يسمى ذنبا من صغيرة أو كبيرة، وثبت أقدامنا في مواطن القتال. اهـ.

26ـ [وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ]، قال ابن كثيرهذا إرشاد من الله تعالى إلى هذا الدعاء فالغفر إذا أطلق فمعناه محو الذنب وستره عن الناس، والرحمة معناها أن يسدده ويوفقه في الأقوال والأفعال. اهـ.

27ـ [رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا]، قال ابن كثير: أي لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه، ولا تجعلنا من الذين في قلوبهم زيغ، وهب لنا من لدنك أي من عندك رحمة تثبت بها قلوبنا وتجمع بها شملنا. اهـ.

28ـ [رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ]، قال ابن كثير: ربنا ما خلقت هذا باطلا أي ما خلقت هذا الخلق عبثا بل بالحق لتجزي الذين أساؤوا بما عملوا وتجزي الذين أحسنوا بالحسنى، ثم نزهوه عن العبث وخلق الباطل سبحانك أي عن أن تخلق شيئا باطلا، فقنا عذاب النار بحولك وقوتك، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته أي أهنته وأظهرت خزيه لأهل الجمع، وما للظالمين من أنصار أي يوم القيامة لا مجير لهم منك.

ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان، أي داعيا يدعو إلى الإيمان وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، أن آمنوا بربكم فآمنا أي يقول آمنوا بربكم فآمنا أي فاستجبنا له واتبعناه أي بإيماننا واتباعنا نبيك، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا أي استرها، وكفر عنا سيئاتنا فيما بيننا وبينك، وتوفنا مع الأبرار أي ألحقنا بالصالحين، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك قيل معناه على الإيمان برسلك، وقيل معناه على ألسنة رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة أي على رؤوس الخلائق إنك لا تخلف الميعاد أي لا بد من الميعاد الذي أخبرت عنه رسلك وهو القيام يوم القيامة بين يديك. اهـ.

29ـ [رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ]، قال ابن كثير: رب أوزعني أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه أي في المستقبل، وأصلح لي في ذريتي أي نسلي وعقبي، إني تبت إليك وإني من المسلمين، وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين أن يجدد التوبة والإنابة إلى الله عز وجل ويعزم عليها. اهـ.

 30- [رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ]، قال القرطبي: والذين جاؤوا من بعدهم يعني التابعين ومن دخل في الإسلام إلى يوم القيامة يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان فيه وجهان: أحدهما: أمروا أن يستغفروا لمن سبق هذه الأمة من مؤمني أهل الكتاب، الثاني: أمروا أن يستغفروا للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار. اهـ. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، قال الشوكاني في فتح القدير: أي غشاً وبغضا وحسدا. اهـ.

31ـ [رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً]، هذا من دعاء أصحاب الكهف، فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة، قال الشوكاني: أي رحمة مختصة بأنها من خزائن رحمتك وهي المغفرة في الآخرة والأمن من الأعداء والرزق في الدنيا، وهيء لنا من أمرنا رشدا أي أصلح لنا، والمراد بأمرهم الأمر الذي هم عليه وهو مفارقتهم للكفار والرشد نقيض الضلال. اهـ.

32ـ [وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ]، قال ابن كثير: أمره الله تعالى أن يستعيذ من الشياطين لأنهم لا تنفع معهم الحيل ولا ينقادون بالمعروف، وأعوذ بك رب أن يحضرون أي في شيء من أمري، ولهذا أمر بذكر الله في الأمور وذلك لطرد الشياطين. اهـ.

34ـ [رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ]، هذا من دعاء إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال ابن كثير: رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين أي كلهم، يوم يقوم الحساب أي يوم تحاسب عبادك فتجازيهم بأعمالهم إن خيرا فخير، وإن شرًا فشر. اهـ.

35ـ [رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً]، قال ابن كثير: وهذا سؤال ابراهيم عليه السلام أن يؤتيه ربه حكماً، قال ابن عباس: وهو العلم، وقال عكرمة هو اللب، وقال مجاهد هو القرآن، وقال السدي هو النبوة، وألحقني بالصالحين أي اجعلني مع الصالحين في الدنيا والآخرة، واجعل لي لسان صدق في الآخرين أي واجعل ذكرا جميلا بعدي أذكر به ويقتدى به في الخير، واجعلني من ورثة جنة النعيم أي أنعم علي في الدنيا ببقاء الذكر الجميل بعدي وفي الآخرة بأن تجعلني من ورثة جنة النعيم، ولا تخزني يوم يبعثون أي أجرني من الخزي يوم القيامة يوم يبعث الخلائق أولهم وآخرهم. اهـ.

36ـ [رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ]، هذا من دعاء إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال ابن كثير: يعني أولادًا مطيعين عوضًا عن قومه وعشيرته الذين فارقهم. اهـ.

37ـ [رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير]، قال ابن كثير: قال مجاهد والضحاك والحسن البصري وغيرهم، هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نور المنافقين قد طفئ. اهـ.

38ـ [رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ]، قال ابن كثير: ربنا آمنا أي بك وبكتابك وبرسولك، فاغفر لنا ذنوبنا أي بإيماننا بك وبما شرعته لنا. اهـ.

39ـ [رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ]، قال الشوكاني في فتح القدير: أي بإنزال عذابك عليهم وإفسادهم بما سبق من إتيان الرجال وعمل المنكر في ناديه، فاستجاب الله سبحانه وبعث لعذابهم ملائكة. انتهى. وهذا من دعاء لوط -عليه الصلاة والسلام-].

40ـ [رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ]، هذا من دعاء أصحاب الأعراف، قال ابن كثيرقال السدي: إذا مروا بهم يعني بأصحاب الأعراف بزمرة يذهبون بها إلى النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. اهـ.

41ـ [رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ]، قال ابن كثير: قال مجاهد: معناه لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك فيقولوا لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا، وقال قتادة: لا تظهرهم علينا فيفتنونا بذلك يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحق هم عليه. اهـ.

42ـ [رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ]، هذا من دعاء سليمان -عليه الصلاة والسلام-، قال ابن كثير: أي ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها علي من تعليمي منطق الطير والحيوان، وعلى والدي بالإسلام لك والإيمان بك، وأن أعمل صالحا ترضاه أي عملا تحبه وترضاه، وأدخلني برحتمك في عبادك الصالحين أي إذا توفيتني فألحقني بالصالحين من عبادك والرفيق الأعلى من أوليائك. اهـ.

43ـ [رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ]، هذا من دعاء زكرياء -عليه الصلاة والسلام-، قال ابن كثير: رب هب لي من لدنك أي من عندك ذرية طيبة أي ولدًا صالحاً إنك سميع الدعاء. اهـ.

فهذا تفسير ما رأينا أنه قد يشكل من تفسير هذه الآيات، ومن أراد التوسع والمزيد، فليراجع كتب التفسير التي أشرنا إليها وغيرها.

والله أعلم.

www.islamweb.net