الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس صحيحًا أن الصلاة الإبراهيمية تختص بالصلاة، بل هي أفضل صيغ الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- مطلقا؛ لكونه علَّمها أصحابه، وأمرهم بها، وانظر الفتوى: 18845.
وظاهر اختيار تقي الدين السبكي أن الإتيان بهذه الصيغة الإبراهيمية أفضل من غيرها بكل حال، حتى ولو قل عدد مرات الإتيان بها.
قال التاج السبكي في الطبقات: سَمِعْتُ أَبِي -رَحِمَهُ اللَّهُ- يَقُولُ: أَحْسَنُ مَا صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِهَذِهِ الْكَيْفِيَّةِ، قَالَ: وَمَنْ أَتَى بِهَا، فَقَدْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَقِينٍ، وَكَانَ لَهُ الْجَزَاءُ الْوَارِدُ فِي أَحَادِيثِ الصَّلاةِ بِيَقِينٍ، وَكُلُّ مَنْ جَاءَ بِلَفْظٍ غَيْرِهَا، فَهُوَ مِنْ إِتْيَانِهِ بِالصَّلاةِ الْمَطْلُوبَةِ فِي شَكٍّ؛ لأَنَّهُمْ قَالُوا: كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ، قَالَ: قُولُوا: كَذَا، فَجَعَلَ الصَّلاةَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ هِيَ قول: كذا. انتهى
ولو قيل إن الأفضل ما كان أصلح للقلب؛ لأن مقصود الله من العباد صلاح قلوبهم، لكان له وجه.
والله أعلم.