الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لك الهداية وأن يحصن جوارحك عن الحرام.
ثم اعلم أخي أنك على خطر شديد إذا لم تتدارك نفسك بتوبة صادقة من هذه المعصية، وذلك بقطع أسبابها والندم على ما فات منها، والعزم على عدم العود إليها، وذلك أن أمر الزنا عظيم وخطره جسيم، ولهذا حرم الشرع كل الطرق المؤدية إليه من نظر وخلوة وملامسة، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور من الزنا حيث قال: كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه. متفق عليه.
وقال الله تعالى: [وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً] (الإسراء: 32).
وقال سبحانه: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ] (النور: 30).
وفي شأن الملامسة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يطعن رأس رجل بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. رواه الطبراني وصححه الألباني.
ومن هذا يتبين لك خطورة هذه المعاصي وأن الحل في ذلك هو التوبة والبعد عن هذه المرأة ومثيلاتها حتى ييسر الله لك زوجة صالحة ذات دين وخلق تعف بها نفسك وتكف بها جوارحك، وقبل أن ييسر الله ذلك ننصحك بأمور تساعدك على التخلص من هذه الفتاة، من جملتها:
1- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بإخلاص أن يصرف حبها عن قلبك.
2- دوام مراقبة الله تعالى والاستشعار بأنه يطلع عليك.
3- مجاهدة النفس في ترك أسباب ذلك.
4- مصاحبة أهل الخير والصلاح.
وبخصوص ما ذكرته من التحدث إلى غيرها من الفتيات فحجة واهية وذنب عظيم تضيفه إلى ذنوبك، وباب من الشر تفتحه على نفسك، لأن هذا كمن يستجير من الرمضاء بالنار كما في المثل، فإياك أن يزين الشيطان لك ذلك فتهلك وتوقع نفسك في عقوبة الله عز وجل.
والله أعلم.