الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك التوفيق، والهداية، ثم اعلم أن همة المؤمن أكبر من هذا بكثير، فلا ينبغي أن يحصر المؤمن أهدافه في امرأة ينكحها، أو لذة دنيوية يحصلها، بل اجعل أكبر همك، ومبلغ قصدك هو مرضاة ربك تعالى، والوصول إلى ثوابه، ونيل جنته في الآخرة، هذا هو الهدف الأسمى، والغاية الأكبر، ثم اعلم كذلك أن الله تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها، وأنه يعطي كل أحد ما يليق به، ويصلح عليه، وأنه يلبس كل شخص اللبوس اللائق به، لكننا أُتينا من اعتراضنا على القدر، وتسخطنا على ما يقضيه الله جل اسمه، فاعلم أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، وأنه يدخر لك ما هو الأفضل، والأكثر مصلحة، وفائدة لك، ثم إن محاولتك النسيان بالهروب لمشاهدة الإباحية هو فرار من الرمضاء إلى النار، فعليك أن تتوب من هذا كله، وتفر إلى طاعة الله تعالى، والإقبال عليه، والإنابة إليه، وتحسن الظن به تعالى، وتثق بما في يديه، وتعلم أن عنده الخير الكثير لك، وتشغل نفسك عن التعلق بهذه الفتاة بما أنت مقيم عليه من الاشتغال بمصالح دنياك، وآخرتك، وبدعاء الله تعالى أن يزيل التعلق بها من قلبك، وبمجاهدة النفس بعدم الفكرة فيها، والانتقال إلى الفكرة في غيرها من النافع لك، كلما عرض لك ذلك، ولو صدقت في هذا فإنك سرعان ما تصل إلى بغيتك من نسيان ذلك الأمر، والاشتغال بما يصلحك، رزقك الله خير الدنيا، والآخرة، وأعانك على التوبة النصوح.
والله أعلم.