الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله أوجب على المرأة طاعة زوجها على لسان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه. ومن حق الزوج على الزوجة أن تطيعه في غير معصية وأن تحفظه في نفسها وماله ولا تخرج من بيته إلا بإذنه ولو إلى زيارة والديها. قال في المغني: وللزوج منعها من الخروج من منزلها إلى ما لها منه بد، سواء أرادت زيارة والديها أو عيادتهما أو حضور جنازة أحدهما، قال أحمد في امرأة لها زوج وأمها مريضة طاعة زوجها أوجب عليه من أمها إلا أن يأذن لها، إلى أن قال: ولأن طاعة الزوج واجبة والعيادة غير واجبة، فلا يجوز ترك الواجب لما ليس بواجب. انتهى.
فعلى الأخت الكريمة أن تصبر وتطيع زوجها لكن لا ينبغي له أن يمنعها من زيارة والديها في كل أسبوع على الأقل، إلا لضرورة تمنعها من الخروج. قال في المغني: ولكن لا ينبغي للزوج منعها من عيادة والديها وزيارتهما لأن في ذلك قطيعة لهما وحملا لزوجته على مخالفته، وقد أمر الله بالمعاشرة بالمعروف، وليس هذا من المعاشرة. انتهى.
وإن من حقوق الزوجة على زوجها إكرامها وحسن معاشرتها ومعاملتها بالمعروف وتقديم ما يمكن تقديمه لها مما يوافق قلبها فضلا عن تحمل ما يصدر منها والصبر عليه، أما ما يتعلق بعصبية والد السائلة فقد يكون ذلك من جبلته وعلى كل حال فعليها أن تسعى في مرضاته وتتجنب العبارات التي لا يرضاها ولا تهجره بل تسلم عليه وتباسطه لأن عدم مباسطته والتقليل معه لا يجر إلا إلى قطيعة أكبر منه وعليها أن تصبر على كل ما يصدر منه من سخرية منها، فإنه والدها، وقد أوصى الله تعالى بالوالدين ولو كانا غير مسلمين، ولتعلم أن تحملها كل ما يصدر من طرف أبيها لا يزيدها إلا خيرا ورفعة عند الله تعالى وعند الناس.
ففي الحديث: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. رواه مسلم. هذا مع أن ما يقوم به الوالد من تعريضه بابنته في شكلها أو نحوه لا يجوز ولا يساعد على بروره وليعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم. رواه الترمذي