الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهنا مسائل:
إحداها: التردد في نية الصوم بعد عقدها، والذي نرجحه أن التردد في النية إن وقع نهارا لا يبطل النية، وهو قول الشافعية، لكنه إن وقع قبل الشروع في الصوم بأن وقع ليلا أبطل تبييت النية المشترط لصحة الصوم.
قال الفقيه ابن حجر المكي رحمه الله: لَوْ قَطَعَ النِّيَّةَ قَبْلَهُ احْتَاجَ لِتَجْدِيدِهَا قَطْعًا؛ لِأَنَّهُ أَتَى بِمُنَافِيهَا نَفْسِهَا بِخِلَافِ نَحْوِ الْأَكْلِ. وَإِنَّمَا لَمْ يُؤَثِّرْ قَطْعُهَا نَهَارًا عَلَى الْمُعْتَمَدِ؛ لِأَنَّهَا وُجِدَتْ فِي وَقْتِهَا مِنْ غَيْرِ مُعَارِضٍ فَاسْتَحَالَ رَفْعُهَا. وَلِأَنَّ الْقَصْدَ الْإِمْسَاكُ بِالنِّيَّةِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَقَدْ وُجِدَ، وَبِهِ فَارَقَ بُطْلَانَ نَحْوِ الصَّلَاةِ بِنِيَّةِ قَطْعِهَا. انتهى.
وعليه؛ فصومك هذا لم يصح؛ لكونك أبطلت نيتك التي عقدتها بترددك فيها قبل شروعك في الصوم. وعليه؛ فإن كنت صمت هذا اليوم صح صومك نفلا، ولم يجزئك عن القضاء الواجب.
واعلمي أنك لا تأثمين بتأخير القضاء إلى آخر شعبان إن كنت ترجين أن تفرغي من قضاء ما عليك قبل دخول رمضان.
أما إن أخرت القضاء بغير عذر حتى دخل رمضان التالي؛ فقد أثمت في قول الجمهور، وعليك مع القضاء فدية طعام مسكين عن كل يوم أخرت قضاءه، إلا أن تجهلي حرمة التأخير؛ فلا يلزمك شيء فيما نفتي به. وانظري الفتوى: 123312.
والله أعلم.