الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه العلاقات التي شاعت بين الشباب والفتيات باسم الحب أو الصداقة أو التعارف؛ باب شر وفساد عريض، وكم أوقعت في مصائب، وأورثت ندماً وحسرة.
فهي غير جائزة سواء كانت بعلم الأهل ورضاهم أم بغير علمهم، وسواء كانت لغرض الزواج أم لغيره.
وقد بينا تحريمها في الكثير من الفتاوى السابقة، وانظري على سبيل المثال الفتوى: 430774
والواجب عليك المبادرة بالتوبة من مشاهدة المحرمات، ومن فعل الاستمناء، ولا تشغلي نفسك بأوهام زوال العذرية، ولكن اشغلي نفسك بتحقيق التوبة. وراجعي الفتوى: 385609
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه، والله تعالى يقبل التوبة ويعفو ويغفر، ويحب التوابين ويفرح بتوبتهم، والتوبة تمحو ما قبلها، فلا يعاقب التائب على الذنب الذي تاب منه.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة، لا شرعا ولا قدراً. انتهى.
واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة والاستقامة، فذلك من وسوسته ومكائده، فإنّ التوبة يسيرة بإذن الله تعالى.
قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله- في منهاج العابدين: فإن قلت: إنما يمنعني من التوبة أني أعلم من نفسي أني أعود إلى الذنب، ولا أثبت على التوبة فلا فائدة في ذلك.
فاعلم أن هذا من غرور الشيطان، ومن أين لك هذا العلم؟ فعسى أن تموت تائباً قبل معاودة الذنب. وأما خوف العود .. فعليك العزم والصدق في ذلك، فبذلك تتخلص من ألم الذنب، وتكون بين إحدى الحسنيين، والله ولي التوفيق والهداية. انتهى.
فاستعيني بالله تعالى وتوكلي عليه، وجاهدي نفسك على الثبات على التوبة.
واحرصي على مصاحبة الصالحات، وسماع المواعظ النافعة، واشغلي وقتك بما ينفعك.
وأبشري خيراً، وأحسني ظنك بربك، وأكثري من ذكر الله ودعائه، فإنّه قريب مجيب.
وللفائدة راجعي الفتوى:23231، والفتوى: 7170
والله أعلم.