الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فربما كان ما تتصورينه خطأ ليس كذلك، وإنما هو ناشئ عن كتابة الآيات برواية مختلفة للرواية الشائعة في بلدكم، وكذا عد الآي، فإنه يختلف بين القراء، كما هو معلوم، فلا تجزمي بكون ذلك خطأ، إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم، وذلك بأن تعرضي المكتوب على أهل العلم في بلدك، فإن تبين -يقينا- أن المكتوب غلط، فإن أمكن إصلاحه، والانتفاع بالكتاب مع ذلك، فافعلوا، وإن لم يمكن، فإنكم تحرقون هذا الكتاب، أو تدفنونه في موضع لا يتعرض فيه للامتهان.
قال الشيخ ابن عثيمين مبينا ما يفعل بالمصحف الذي لا يمكن الانتفاع به: لذلك طريقتان الطريقة الأولى أن يدفنها في مكان نظيف طاهر لا يتعرض للإهانة في المستقبل حسب ظن الفاعل. الطريقة الثانية أن يحرقها، وإحراقها جائز لا بأس به، فإن الصحابة -رضي الله عنهم- لما وحدوا المصاحف على حرف قريش في عهد عثمان -رضي الله- عنه أحرقوا ما سوى هذا الموحد، وهذا دليل على جواز إحراق المصحف الذي لا يمكن الانتفاع به، ولكني أرى إن أحرقها أن يدقها، حتى تتفتت، وتكون رماداً؛ ذلك لأن المحروق من المطبوع تبقى فيه الحروف ظاهرة بعد إحراقه، ولا تزول إلا بدقِّه، حتى يكون كالرماد. انتهى.
والله أعلم.