الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه يجمل إحسان الظن بالناظم، وحمل كلامه على أنه يعني الكمال البشري الذي يتحدث عنه في مستوى من ليس معصوما من البشر، وهذا يقع إطلاقه -أحيانا- في كلام بعض أهل العلم، فهذا أبو الحسن الأشعري يقول عن الإمام احمد - رحمهما الله تعالى - كما في الإبانة عن أصول الديانة:
قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها، التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما روي عن السادة الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته - قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل، والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال، وأوضح به المنهاج، وقمع به بدع المبتدعين، وزيع الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم. اهـ
وقد نقل هذا الكلام عنه جمع من أهل العلم، منهم ابن عساكر والذهبي وشيخ الإسلام ابن تيمية والسفاريني وغيرهم، ولم ينكروه عليه. وراجعي للمزيد الفتوى: 50873 .
والله أعلم.