الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان ما فعلته مع بنت عمك قد حصل منك قبل بلوغك شرعًا؛ فلا يجب عليك استسماحها، ولا استسماح والديها، ولا غيرهم؛ لأن العبد قبل البلوغ مرفوع عنه قلم التكليف، وقد سبق أن ذكرنا أدلة ذلك، وعلامات البلوغ الشرعية في الفتوى: 5074.
وأما إن كنت فعلت ذلك بعد البلوغ؛ فالواجب عليك التوبة منه توبة نصوحا، وأما استسماح البنت، أو غيرها، فلا يجب عليك، لأن مفسدته أعظم من مصلحته، ولأن القرائن التي ذكرتها في سؤالك من تبادل الزيارات بين أسرتيكما، والتجاء بنت عمك لك في تدبير شأنها الخاص، وانتفاعها بنصحك وتوجيهك تفيد أنهم سامحوك وعفو عنك، ومع ذلك أكثر من الدعاء بظهر الغيب لبنت عمك ووالديها.
والذي ننصحك به أن تهمل هذا الأمر، وأن لا تكثر التفكير فيه؛ لأن الشيطان حريص على تكدير حياة المسلمين وإحزانهم، وقد يكون من مكر الشيطان أن يجعلك تكلم الفتاة في هذا الموضوع مرة أخرى، ليفسد عليك توبتك، مما يوقعك في الفتنة، ويفتح عليك باب شر كنت في سلامة منه! فأقبل على شأنك، وجدد توبتك، وحافظ عليها مما يخرمها، ولا تغتر بثناء الناس عليك، واجتهد في إكمال نقصك، واستعن بالله تعالى على كل ذلك.
والله أعلم.