الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك -إن شاء الله تعالى- في العدول عن إكمال المشروع الدراسي مع صديقك؛ خشية ألا يتمكن هو من إكماله؛ لما ذكرته من مقتضيات، وصديقك قد قبل عذرك فيما يظهر.
وعلى كل فالوفاء بالوعد مستحب في قول جمهور أهل العلم، وليس بواجب كما بينا في الفتوى : 17057.
والوعيد الوارد في الحديث: ثلاث من كن فيه فهو منافق؛ وإن صام، وصلى، وقال إني مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان. متفق عليه.
محمول على من اعتاد هذه الخصال، يقول ابن بطال: ... وكذلك الخلف فى الوعد، والخيانة فى الأمانة إذا كانت شاذة يدعى فيها العُذر. وذلك مغتفر له غير محكوم عليه فى انفاق، أو سوء معتقد، وقد جُرَّب على من سلف من الأئمة بعض ذلك، فلم يضرهم؛ لأنه كان نادرًا. هذا وجه الحديث إن شاء الله. انتهى.
والله أعلم.