الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتوبة الصادقة تزيل ما قبلها، كائنا ما كان. وتتحقق بالندم على ما مضى من السيئات، والإقلاع عنها في الحال، والعزم على عدم العودة إليها في المستقبل.
وإن كان الذنب في حق آدمي - كما هو حال السائل - زاد مع ما سبق: رد الحقوق إلى أصحابها، أو طلب العفو منهم.
فإن عجز عن ذلك، فليعزم على فعله إن قدر مستقبلا، وليلجأ إلى الله -تعالى- ليتحمل عنه تبعاته يوم القيامة، وليكثر من الأعمال الصالحة.
قال الغزالي في كتاب: (منهاج العابدين) في بيان كيفية التوبة من الذنوب التي بين العبد وبين الناس، إذا كانت في المال: يجب أن ترده عليه، إن أمكنك، فإن عجزت عن ذلك؛ لعدمٍ، أو فقر، فتستحلّ منه. وإن عجزت عن ذلك؛ لغيبة الرجل، أو موته، وأمكن التّصَدُّقُ عنه، فافعل، فإن لم يمكن، فعليك بتكثير حسناتك، والرجوع إلى الله تعالى بالتضرّع، والابتهال إليه أن يرضيه عنك يوم القيامة. اهـ.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتاوى: 114435، 139763، 336325.
والله أعلم.