الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي للمسلم هو الأخذ بجميع أسباب حصول مطلوبه، واندفاع مرهوبه، متوكلا على الله تعالى، فعلى الطالب أن يستذكر دروسه، ويجتهد في دعاء ربه تعالى متوكلا عليه، فإذا قصر في الأخذ بالأسباب، وترك المذاكرة، فهل يستجيب الله له دعاءه بالنجاح أو لا؟
ذاك أمر مرده إلى الله تعالى، فقد يستجيب له رحمة منه، وقد لا يستجيب.
والدراسة النظامية في زماننا من أكبر أسباب تحصيل الرزق، وإن لم تكن هي السبيل الوحيد لنيله، فكأي ممن درس نظاميا ثم عمل في غير مجال دراسته، وكأي ممن لم يدرس ووفقه الله للرزق الواسع، وبكل حال فالمؤمن يأخذ بما أمكنه من الأسباب، ويتوكل على الله تعالى، ويعلم أنها لا تثمر نتائجها، ولا تؤتي أكلها إلا بإذن الله تعالى مسببها وخالقها، فهو خالق الأسباب، والمسببات -سبحانه وبحمده- والدعاء أحد تلك الأسباب، فإذا انضم للأخذ بها وللسعي الصحيح في تحصيلها فقلَّ أن يفوت العبد مطلوبه -بإذن الله- وأما ترك الأخذ بالأسباب والاكتفاء بالدعاء فقط: فهو نوع من التواكل المذموم، وراجع الفتوى: 161241.
والله أعلم.