الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من دعي إلى حضور وليمة نكاح فواجب عليه أن يستجيب، لما في حديث الشيخين عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليأتها.
ويسقط هذا الوجوب إن كان ثَمَّ منكر وهو لا يستطيع تغييره، وعليه فإذا دعيت إلى بعض الولائم ولم يكن عندها أصوات موسيقى ولا غيرها من المحرمات ولم تستجيبي للدعوة فقد ارتكبت مخالفة شرعية لا باعتبار عدم صلتك للرحم، ولكن باعتبار عدم استجابتك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن لم تكوني مدعوة فلا حرج عليك في عدم الحضور، بل حضورك حينئذ لا يجوز إلا إذا كانت الدعوة عامة.
هذا كله في عموم الولائم، وأما ما سألت عنه من صلة الرحم وهل أنت مقصرة إذا لم تحضري أعراسهم، فذاك موضوع يخضع للعرف، فإن كان في عرفكم أن من لم يحضر عرس أحد قرابته يكون ذلك قطيعة منه له فواجبك أن تحضري أعراسهم إن لم يكن ثم ما يخالف أوامر الشرع، وإن لم يكن هذا قطيعة في عرفكم فهو ليس قطيعة في الشرع.
والله أعلم.