الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن العلاقة بين الرجل والمرأة، ينبغي أن تكون مضبوطة بأصول الشرع، فيحرم إقامة علاقة بين رجل وامرأة، إلا في ظل زواج شرعي، كما أنه لا ينبغي أن يخاطب، أو يكاتب، أو يحادث رجل امرأة، أو امرأة رجلًا، إلا لحاجة، وإذا وجدت الحاجة، فيجب أن يكون كل ذلك وفق ضوابط الشرع، وحدود الأخلاق والأدب؛ حتى لا تحصل فتنة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الافتتان بالنساء، بقوله: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري، ومسلم.
في بداية الأمر -غالبًا ـ يأخذ المرء على نفسه العهود، والمواثيق بأنه لن يقول، أو يفعل ما يغضب الله، لكن الشيطان قد يستدرجه إلى الخطأ، فليحذر المسلم من ذلك قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور:21}.
كما أن من أراد الزواج، ينبغي له السؤال عن من يريد الزواج منه، وعن أحواله، وأخلاقه، وعن أهله، وقبل ذلك السؤال عن دينه، والتزامه، ولا يتأتى ذلك بمثل هذا التواصل، إضافة إلى ما فيه من مفاسد معروفة.
وبناءً على ما تقدم؛ نقول للسائل الكريم: هذه الفتاة التي تريد محادثتها عن طريق "الشات"، هي أجنبية عنك، شأنها شأن غيرها من النساء، فلا تحادثها عبر "الشات"، ولا غيره.
وما دمت لا تستطيع الزواج منها الآن، فلا تشغل نفسك بها، ولا تفكر بها أصلًا.
وننصحك بالاهتمام بالدراسة، وطلب العلم، وبعد إنهاء الدراسة ـ إن شاء الله ـ، يمكنك التقدم لهذه الفتاة، أو غيرها، وستكون أمامك الفرص متوفرة للاختيار، بدلًا من التعلق بهذه الفتاة الآن، وانتظارها دون جدوى.
وعليك بدعاء الله بصدق، وإلحاح أن ييسر لك الخير حيث كان -وفقك الله لصالح الأقوال، والأعمال-.
والله أعلم.