الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث الذي ذكرته مروي في الصحيحين والسنن والمسانيد، وهو حديث صحيح، وقد عبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجلوس، ولم يعبر بالقعود كما ذكرت. وذلك لأن الجلوس والقعود يعبران عن معنى واحد. قال في لسان العرب: الجلوس: القعود. وقال: قعد يقعد قعودًا ومقعدًا أي جلس. وقال في مختار الصحاح: قعد من باب دخل... أي جلس.
وتعتبر جلس هنا أبلغ من قعد؛ لأن جلس في اللغة لا تعني غير القعود، وأما قعد فتدل على الأمرين معاً: القعود والقيام. قال ابن منظور في اللسان: وقال أبو زيد: قعد الإنسان أي قام، وقعد جلس وهو من الأضداد.
وأظن أن هذا كافٍ للدلالة على أن ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بليغ، وليس فيه ما يقال. وواجب المسلم أن يعتقد أنه صلى الله عليه وسلم هو أبلغ البلغاء، ولو كان في فصاحته وبلاغته مقال لامتلأت الكتب بملاحظات أهل الكفر والنفاق والإلحاد لكثرة ما بحثوا عن الثغرات في القرآن الكريم وفي حديثه الشريف.
والله أعلم.