الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم باقي العشرة ثم أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان ثم أهل الفتح ثم من جاء بعدهم من الصحابة رضوان الله عليهم.
وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة، ومن فضل عمر أو غيره من الصحابة على أبي بكر الصديق فقد أخطأ وابتدع ما لم يرد عليه دليل من كتاب ولا سنة، قال الإمام البخاري في صحيحه: باب فضل أبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تتابعت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، قال الله تعالى: إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا(التوبة: من الآية40)، فصاحبه هو أبو بكر رضي الله عنه بإجماع المفسرين، كما تميز رضي الله عنه بخصائص لا توجد في غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك شاركهم في مزاياهم وفضائلهم.
فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: لو كنت متخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. رواه البخاري ومسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر. متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: إن أمنَّ الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر. رواه البخاري ومسلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: هذه الخصائص لم يشركه فيها أحد.
وعلى هذا؛ فتفضيل أحد الصحابة على أبي بكر رضي الله عنه لا يجوز.
والله أعلم.