الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلقد وقعت أختك في أخطاء كثيرة، فعقوق الأم من أكبر الكبائر، روى الشيخان من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر فقال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وشهادة الزور.
وليس من البر الذي أمر الله به بغض الأم والإخوة والأخوات، ولا البذاءة والوقاحة في الأقوال والأفعال، ولا لبس البنطلون، والنظر في القنوات الخليعة، ونحو ذلك مما نسبته لها، ولقد أحسنت في مقابلتك إساءتها بالإحسان، وشتمها بالسكوت، والاستدلال على سوء تصرفاتها بآيات قرآنية وببراهين، فكل ذلك ممدوح عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34]، وفي صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون، إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
ومثل هذا ما قاله أحد الشعراء في أبيات منها:
وأخاف إن عاتبته أغريته * فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متعاقل * يدعو المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا
والذي ننصحك به هو أن تواصلي ما ذكرته من ليونة وصفح وإعراض وسكوت أحياناً حتى تنتشلي أختك، مع الدعاء لها والمعاملة بالحكمة والموعظة الحسنة، ففي الحديث الشريف: فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم. متفق عليه، فأنت الرابحة من تصرفاتها هذه على كل حال.
والله أعلم.