الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإقامة بين الكفار والعيش بين ديارهم أصل كثير من البلايا، وعلى المسلم المقيم في بلاد الكفار أن يهاجر إلى بلد إسلامي يقيم فيه شعائر دينه ويأمن على نفسه وعياله.
أخرج أبو داود والترمذي من حديث جرير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. ولا تجوز الإقامة في بلاد الكفر إلا لضرورة، ويمكن أن تراجع حكم العيش في بلاد الكفر وأضراره في الفتوى رقم: 2007.
أما النصيحة التي نوجهها إليهم فهي أن يعودوا إلى بلدهم إذا كانوا يستطيعون ذلك، ولم تكن مصلحة إقامتهم هناك أرجح من مصلحة عودتهم.
ثم إذا لم يكونوا مستطيعين العودة أو لا يرون المصلحة فيها أرجح من المصلحة في عدمها، فعليهم بالتزام شريعتهم ودينهم، فليقيموا الصلاة وليؤدوا سائر الفرائض، وليغضوا من أبصارهم، وليحفظوا فروجهم، ويكفوا أذاهم، وليبتعدوا عن سائر المحرمات، ولا ينجرفوا في تيارات المدنية ومغريات الحياة، وسفور النساء وابتذال الأخلاق، فإنها حبائل الشيطان يصطاد بها أولياءه، والله تعالى مطلع عليهم أينما كانوا، فسيجزيهم بما استحقوا.