الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمصادقة الرجل للمرأة الأجنبية وتبادلهما النظرات وأحاديث الحب أمور كلها محرمة ولها آثار سيئة، وذلك أن الإسلام حرم كل علاقة من هذا النوع بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وانظر الفتوى رقم: 10570، والفتوى رقم: 4220.
ومن هذا تعلم أنك قد أتيت أنت وهذه المرأة ذنباً تجب عليكما منه التوبة والاستغفار، أما بخصوص ما ذكرته من قراءة هذه المرأة للفاتحة مع هذا الرجل فهذا إن قصد به أنه عقد عليها فهذه أصبحت زوجته شرعاً، وما بدر منك نحو هذه المرأة يعد تخبيباً لها على زوجها وذلك معصية، كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 7895، والفتوى رقم: 21551.
وأما إن كان المراد الكناية عن الخطوبة، فهذا لا يجوز لك التقدم إلى خطبتها ما دامت تلك الخطبة قائمة ولا أن تتسبب في ذلك، لما في ذلك من خطبة الأخ على أخيه المسلم، وانظر الفتوى رقم: 25922.
وعلى كل فإن فسخت هذه الخطبة فلا مانع من خطبة هذه المرأة إذا كانت ذات خلق ودين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري.
والله أعلم.