الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكر الأخ السائل ابتداء؛ لحرصه على صلاة الجماعة، وشعيرة الأمر بالمعروف، ونسأل الله له المزيد من التوفيق، والسداد.
ونوصيه أن يستمرّ على ما هو فيه من الخير، والطاعة، لعله أن يكون من السبعة الذين يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، فقد ورد في الحديث أن منهم: وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ. والحديث متفق عليه.
وأما هل تستمر في نصح إخوانك؟
فلا شك أن نصحهم أمر مطلوب شرعًا، ولكن إن خفت أن يضربوك -كما يُفهمُ من كلامك-؛ فأنت في سعة من الأمر، واتركهم وشأنهم، واجتهد لهم في الدعاء، قال الإمام النووي عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ، فَإِنْ خَافَ مِنْ ذَلِكَ عَلَى نَفْسِهِ، أَوْ مَالِهِ، أَوْ عَلَى غَيْرِهِ؛ سَقَطَ الْإِنْكَارُ بِيَدِهِ، وَلِسَانِهِ، وَوَجَبَتْ كَرَاهَتُهُ بِقَلْبِهِ. هَذَا مَذْهَبُنَا، وَمَذْهَبُ الْجَمَاهِيرِ. اهــ. وقال القرطبي: قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَالْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدٌ عَلَى أَنَّ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَرْضٌ لِمَنْ أَطَاقَهُ، وَأَمِنَ الضَّرَرَ عَلَى نَفْسِهِ، وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَإِنْ خَافَ؛ فَيُنْكِرُ بِقَلْبِهِ. اهــ. وانظر الفتوى: 447250 حول آداب نصح الناس.
والله أعلم.