الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يذهب عنك الهم، وينفس الكرب، ويجعلك في عافية، إنه سميع مجيب.
ونوصيك بكثرة الدعاء؛ فالله -سبحانه- هو مجيب دعوة المضطر، وكاشف الضر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
والذي يظهر لنا أن ما يحدث لك نوع من كيد الشيطان سواء من خلال الوسواس القهري، أو عن طريق سحر أو مس ونحوهما. وحفظك للقرآن واتخاذك وردا يوميا، من أفضل ما يعينك في العلاج والتخلص من شر الشيطان وكيده.
واحرصي أيضا على الأذكار وخاصة في الصباح والمساء، ورقية نفسك بالرقية الشرعية، فرقية المسلم نفسه هي الأفضل؛ لأنه مرجو منه أن يكون أكثر إخلاصا فيها. ويمكن أن يرقيك آخرون على أن يكونوا من أهل الاستقامة في العقيدة والسلوك.
وقد أحسنت بعدم مطاوعة أهلك في الذهاب للدجالين والسحرة، وما ذكرت من سؤالهم عن اسم الأم، واحدة من علاماتهم. والذهاب إليهم أمر محرم، روى مسلم في صحيحه عن أم المؤمنين صفية -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
وعليك بمجاهدة نفسك عندما تثور شهوتك ويدفعك الشيطان للاستمناء، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم، واشغلي نفسك بما ينفعك.
ولا تكونين معذورة في القيام بالاستمناء إلا إذا كنت لا تعين ما تفعلين، وأما مع الوعي فإنك تأثمين بذلك.
واحرصي على المتابعة مع طبيبة نفسية موثوقة، فقد تصف لك بعض العقاقير التي تهدئ من روعك عند حاجتك لذلك.
والزواج من الخير الذي ينبغي أن تبادري إليه، وتسألي ربك أن يرزقك الزوج الصالح، ففيه كثير من المصالح، ومن ذلك أنه سبب للإعانة على العفاف.
وقد تحدث النفراوي -المالكي- في الفواكه الدواني عن فوائد الزواج، فقال: له فوائد: أعظمها: دفع غوائل الشهوة.
ويليها أنه سبب لحياتين: فانية، وهي: تكثير النسل، وباقية، هي: الحرص على الدار الآخرة؛ لأنه ينبه على لذة الآخرة، لأنه إذا ذاق لذته، يسرع إلى فعل الخير الموصل إلى اللذة الأخروية، التي هي أعظم، ولا سيما النظر إلى وجهه الكريم.
ويليها تنفيذ ما أراده الله -تعالى- وأحبه، من بقاء النوع الإنساني إلى يوم القيامة، وامتثال أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "تناكحوا تناسلوا" الحديث.
ويليها بقاء الذكر، ورفع الدرجات بسبب دعاء الولد الصالح بعد انقطاع عمل أبيه بموته. اهـ.
فأقبلي على الزواج، ولا تستسلمي لهذه الخواطر الشيطانية التي تريد أن تصدك عنه، وتحرمك من خيره، واستعيذي الله من الشيطان الرجيم.
ونحسبك امرأة صالحة، وعندك من الدين والتقى ما يمنعك من الوقوع في الفاحشة بإذن الله تعالى.
والله أعلم.