الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأتم أنتم الثلاثة كل واحد منكم في ما فعل، فأما ابن أختك فهو أشدكم خطأ، لأن ضرب الوالد من أعظم العقوق، وخاصة عندما يكون قد بلغ سن الشيخوخة، قال تعالى:
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً(الاسراء: من الآية23)، فاين اللكمة على الرأس من هذا؟ ولا فرق في وجوب البر بين الآباء والأجداد، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 9213، ثم خطأ أختك هو في كونها تركت أباها في هذه السن، ولكنك أنت الذي حملتها على ذلك بطردك ابنها عن البيت، فلا يعقل أن أما ستصبر على فراق ابنها الوحيد، فهي معذورة من جهة وغير معذورة من جهة، وفي هذا رد على سؤالك الأخير.
وأما خطؤك أنت فهو -كما قلت- في طردك ابن اختك من المنزل، فاستهتاره وفشله في الدراسة وعقوقه لأمه وجده وجموحه إلى السرقة لا تبرر طرده، وإنما تؤكد العناية به ورعايته والاستعانة في أمره بأهل المعرفة والصلاح.
وأما ما سألت عنه من إرجاعه فهو واجب من عدة نواح، وذلك لأنه طاعة لوالدك، ولأنه رفق بأختك، ولأنه الأولى به هو بدل إسلامه للجرائم والآثام، ولأنه رجوع من الخطإ إلى الصواب.
والله أعلم.