الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن صحّ ما ذكرت من قيام أهلك وأهل زوجتك بالضغط عليك على الحال المذكور؛ لتطلّق زوجتك الثانية؛ فإنهم قد أساؤوا بذلك، وأخطؤوا خطأ بيِّنًا؛ فالشرع قد أباح التعدد لمن كان قادرًا على العدل بين الزوجات، قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً {النساء:3}، وفي ذلك كثير من الحكم الجليلة، والفوائد العظيمة، وسبق لنا ذكر بعضها في الفتوى: 71992، والفتوى: 2286.
والطلاق الذي أوقعته على زوجتك معتبر؛ فليس هنالك ما يمنع نفوذه -فيما يظهر لنا-، ومجرد الضغط الذي تعرّضت له، لا يعتبر إكراهًا شرعًا يمتنع معه وقوع الطلاق، وكذا ما توعّد به أخوك من إثارة المشاكل مع أهل زوجتك.
ولمعرفة ضابط الإكراه المعتبر، راجع الفتوى: 24683.
وما دام أهلك على هذا التعنّت في أمر هذه الزوجة الثانية؛ فنصيحتنا لك أن تصرف النظر عنها؛ لتجتنب أسباب النزاع، ولتحافظ على أسرتك مستقرة.
وكذلك الحال بالنسبة لأسر أخواتك، ولعل الله سبحانه ييسر لهذه المرأة غيرك، فيتزوجها.
والله أعلم.