الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنما منعنا من الصيغة المذكورة أوَّلًا؛ لأن صلاة الله وسلامه وبركاته، لا تنفد، وراجع الفتوى: 130828.
وأما الصيغة الثانية التي اقترحتها للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي: "اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد بكل ما يستحق من صلاتك، وسلامك، وبركاتك عليه"، فليس فيها المحظور الشرعي السابق.
ولكن أفضل الصيغ وأحراها أن يمتثل في الصلاة على النبي صلوات الله وسلامه عليه هي الصلاة الإبراهيمية التي علّمها النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوها في التشهد، حين قالوا: كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صلّيت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
ومن المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أفصح الناس، وأعلمهم، وأحرصهم على الخير، فلو كانت هناك صيغة خير من هذه لما كتمها عنهم؛ فالأولى ملازمة هذه الصيغة، والإكثار منها.
ولكن لا مانع من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأيَّة صيغة ليس فيها محظور شرعي، ولا يجب الالتزام بالصيغ المأثورة، لكنها أولى وأتمّ من غيرها.
والله أعلم.