الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دمت أدركت تكبيرة من الصلاة قبل طلوع الشمس، فقد أدركتها أداء في قول جمهور العلماء، ويرى المالكية أنك لا تدركها إلا بإدراك ركعة، وإذ أنت موسوس، فيسعك العمل بقول الجمهور، وعدم التقيد بقول المالكية، وانظر الفتوى: 181305.
ولا تبطل الصلاة بطلوع الشمس -وأنت فيها- عند جمهور العلماء، ومن ثَمَّ فإن صلاتك التي صليتها صحيحة مجزئة، ولم تكن تلزمك إعادتها عند الجمهور، ومنهم المالكية. وإنما يخالف في هذه المسألة الحنفية كما هو مشهور.
وإذا علمت هذا، فنصيحتنا لك هي أن تعرض عن الوساوس، وتتجاهلها، ولا تلتفت إليها؛ فإن استرسالك مع الوساوس يفضي بك إلى شر عظيم.
ووضوؤك في نحو خمس وعشرين دقيقة شيء مبالغ فيه جدا، يدل على تسلط الوساوس عليك، وتمكنها منك غاية التمكن، وأنك بحاجة إلى مراجعة طبيب نفسي ثقة، فلا تغسل في الوضوء العضو أكثر من ثلاث مرات، مهما وسوس لك الشيطان أنك لم توفه حقه في الغسل، ولو فعلت هذا لم يستغرق وضوؤك إلا زمنا يسيرا جدا.
نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.