الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى، وأنه -سبحانه- حكيم يضع الأشياء في مواضعها، وأنه لا يظلم الناس شيئا، وأن الدنيا ليست هي نهاية المطاف، كل هذه المعاني تهون عليك ما تشكو منه من الخسارة.
ولكن عليك كذلك أن تدافع قدر الله بقدر الله، ما أمكنك ذلك، فتنظر إلى الأسباب المحسوسة التي تؤدي إلى وقوع تلك الخسائر، وتجتهد في تلافيها وتجنبها، ولا تكرر أخطاءك.
وتستعين في أمورك بأهل الخبرة والنصيحة من المسلمين، وتستخير الله قبل كل خطوة تخطوها، ولا مانع مع هذا من الرقية الشرعية، فهي دواء من كل داء، نزل أو لم ينزل، لكن الفرار إلى فرضية السحر، أو الحسد، مع ترك النظر الجاد في الأسباب الملموسة التي قد تكون أفضت إلى تلك النتائج أمر لا نرتضيه.
ومن أسباب التوفيق، بل من أهمها؛ لزوم الدعاء، والتضرع إلى الله تعالى، فالزم دعاءه سبحانه بإخلاص، وصدق، وتوكل عليه صادقا؛ فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه.
نسأل الله أن ييسر لك كل عسير.
والله أعلم.