الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل في النية أنها تسبق العبادة، أو تقارنها، ولا تكون بعدها، فلا يصحّ أن ينوي الزكاة بعد دفع المال، ولا يصحّ أن ينوي الفريضة بعد الشروع فيها، أو الانتهاء منها، ولا يصحّ أن ينوي رفع الحدث بعد الانتهاء من الغسل، بل لا بد أن تسبق نيةُ الزكاة دفعَ المال، أو تقارنه، ولا بدّ أن تسبق نيةُ الفريضة وكونها ظهرًا أو عصرًا الشروعَ في الصلاة، وهكذا في الغسل.
وهذا بالنسبة إلى العبادات المفروضة، أو المستحبة التي لا تتمايز عن غيرها إلا بالنية.
وأما سائر أعمال البِرّ، فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن المسلم يؤجر على أعمال الخير من غير نية؛ اكتفاء بعموم قصده للخير، وطلبه لطاعة الله في الجملة، كما بيناه في الفتوى: 436207.
وانظري للأهمية الفتوى: 379579، والفتوى: 214852، والفتوى: 254935، والفتوى: 331306.
والله أعلم.