الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتعارف بين الرجل والمرأة الأجنبية -من خلال النت أو غيره-، أمر لا يجوز، وهو ذريعة للشر والفساد، ومدخل من مداخل الشيطان، وراجع الفتوى: 11507.
فيأثم المرء بذلك، ويعظم الإثم إذا كان ذلك مع امرأة متزوجة؛ لما في ذلك من الجناية على زوجها.
وإن كان هذا التعارف سبب تعلّق قلبك بها، فلا يصح قولك: إن هذا التعلق دون إرادة منك؛ لأنك -حينئذ- تكون متسببًا فيه؛ فتؤاخذ به، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وما أسميته بالغلط من خلال النت، إن كنت تقصد به النظر المحرم، ونحو ذلك؛ فإنه من وسائل الزنى، وقد يسمى زنى مجازًا، وليس من الزنى الحقيقي الموجب للحد، وراجع الفتوى: 125770.
فالواجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، وأن تكثر الدعاء لزوج هذه المرأة، عسى الله تعالى أن يقبل توبتك، ويرضيه عنك يوم القيامة، وانظر الفتوى: 29785، والفتوى: 123010.
والله أعلم.