الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالقول بتجفيف الدبر والقبل بعد التشطيف في المرحاض لم نقف عليه لمذهب الحنفية، ولا لغيرهم من أهل المذاهب المتبوعة، وإنما الذي نص عليه الحنفية في كتبهم أن المبالغة في الاستنجاء حتى يصل الماء إلى موضع الحقنة هو الذي يفسد الصوم، لأنه حينئذ في حكم الحقنة الشرجية، التي تعتبر مفسدة للصوم، عند جمهور أهل العلم.
قال صاحب مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر( وهو حنفي): وَكَذَا لَوْ بَالَغَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ حَتَّى بَلَغَ مَوْضِعَ الْحُقْنَةِ أَفْطَرَهُ. انتهى.
وقال الزيلعي الحنفي في تبيين الحقائق: أَوْ اسْتَنْجَى فَوَصَلَ الْمَاءُ إلَى دَاخِلِ دُبُرِهِ لِمُبَالَغَتِهِ فِيهِ.. وَالْحَدُّ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِالْوُصُولِ إلَيْهِ الْفَسَادُ قَدْرُ الْمِحْقَنَةِ. انتهى وانظري الفتوى: 330772.
وانظري حكم بلغ البلغم أثناء الصيام في الفتوى: 140053.
وقد ذكرنا في الفتويين: 237265، 71362. أنه لا حرج في أن يتبع الشخص أكثر من مذهب فقهي إذا كان بغير قصد التشهي، ولم يقصد بذلك تتبع الرخص.
والله أعلم.