الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فصلاة الراتبة في البيت أفضل منها في المسجد؛ لما روى البخاري ومسلم من حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ... فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا المَكْتُوبَةَ.
وهذه الأفضلية على سبيل الاستحباب -كما هو معلوم- فلا تحرم صلاة الراتبة في المسجد، فإن علمت أن الوقت بين الأذان والإقامة لا يسعك لصلاة الراتبة في البيت مع صلاة الجماعة في المسجد، فبَكِّر إلى المسجد، وصَلِّ الراتبة فيه بعد الأذان مباشرة.
وأما صلاة الصبح: فالأفضل أن تصليها مع الجماعة للحديث السابق، ولو كان الإمام لا يطيلها؛ فإن صلاة الجماعة في المسجد واجبةٌ عند جمع من أهل العلم، كما أن صلاة الجماعة في المسجد لها مزيد فضل، حتى لو كانت الصلاة في البيت جماعة؛ لما في المساجد من كثرة المصلين عادة، ولما يكتب للمصلي من أجر الخطا إلى المساجد -ذهابًا وعودة-، وأجر انتظار الصلاة، واستغفار الملائكة للمنتظرين، وأجر الصف الأول، بل ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لو دار الأمر بين أن يصلي منفردا في المسجد، وبين أن يصلي جماعة في البيت؛ ذهبوا إلى أنه يصلي منفردا في المسجد، كما بيناه في الفتوى: 242812.
فاحرص أخي السائل على أداء صلاة الفريضة في المسجد، ولا تتخلف إلا لعذر.
والله أعلم.