الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تعلم أولا أن ربك تعالى حكيم خبير، وأنه يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، فلا يمنعك شيئا إلا لكون ذلك مصلحة لك، فهو سبحانه لا يفعل إلا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة، فعليك أن تفوض أمرك إليه، وتستسلم لجميع قضائه وقدره سبحانه وبحمده؛ عالما أنه الخير، والرحمة، والحكمة، والمصلحة.
فإذا مَنَّ عليك بالقدرة على الزواج تزوجت، وإذا حال بينك وبين ذلك لم تعترض على قدره، ورضيت بقسمه، وسألته من فضله، وتضرعت إليه في فتح أبواب الرزق، وتيسير الزواج لك، فربما كان تأخير ذلك عنك ليسمع الله ضراعتك ودعاءك، أو لتجتهد في صنوف العبادات المختلفة التي تقربك إلى الله تعالى؛ كالصيام ونحوه، فخذ بالأسباب فذلك ما تقدر عليه، وفوض أمرك لله، وارض بتدبيره؛ فإنه سبحانه أرحم بعبده من الأم بولدها.
يسر الله لك جميع أمرك.
والله أعلم.