الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على غيرتك على حرمات الله -عز وجل-، وهذا من مقتضيات الإيمان. روى البخاري ومسلم -واللفظ لمسلم- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه.
وقد أحسنت بإنكارك على أمك وأخواتك ما يأتين من منكرات، تقبل الله منك ذلك. وإن كنت على يقين على أن ما فعلنه من المنكرات، فلا تتركي مجالاً لتشكيكك في هذا الأمر، أو تثبيط همتك في بذل النصح، بل استمري في ذلك بالحسنى، مع الاستعانة ببعض الفضلاء وذوي التأثير، مع الإكثار من الدعاء لهن بخير، فالله على كل شيء قدير، وقلوب العباد بين يديه. ثبت في سنن الترمذي عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، فقلت: يا رسول الله؛ آمنا بك، وبما جئت به. فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله، يقلبها كيف يشاء».
وإذا لم ينتفع العاصي بالنصح ويرجع إلى ربه -تبارك وتعالى- ويتوب؛ فهجره مشروع، ولكن ينبغي في الهجر مراعاة المصلحة الشرعية، كما سبق بيانه في الفتوى: 21837، والفتوى: 28565، فانظري في أمر هجرهن في ضوء ما ذكرنا، ووفقا لما تقتضيه المصلحة.
ومساعدتك أمك في أعمال البيت أمر مهم، ونوع من البر، فتساعدينها حسب استطاعتك، وهذا الأمر لا يتعلق بك وحدك، وإنما يتعلق ببقية أخواتك أيضا، فتعينها كل واحدة حسب قدرتها.
فإن كنت قد قمت بمساعدتها، فلا ينبغي لأمك أن تلومك، وإن أمكنك مساعدتها بأكثر مما فعلت، فذلك خير حتى تكسبي رضاها، وعسى أن يعينك ذلك في سبيل إصلاحها.
ونكتفي بهذا القدر في الإجابة على ما أوردت، ونعتذر عن الجواب عن بقية أسئلتك، حيث إن سياسة الموقع أن يكون كل سؤال على حدة، فيجاب عن واحد منها فقط إذا تعددت الأسئلة.
والله أعلم.