الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن أصل تذكر الموت والقبر والجنة ونعيمها والنار وجحيمها من الأمور المحمودة، فهو دأب الأنبياء والصالحين، فقد قال الله عز وجل عن سيد المرسلين: قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأنعام:15] .
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإكثار من تذكر الموت، فقد روى أبو داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثروا ذكر هاذم اللذات، يعني الموت، وكذا من الأمور المحمودة محاسبة النفس، وهذه الأشياء إنما يكون تذكرها محمودا إذا أثمر نشاطا في طاعة الله، وبعدا عن معصية الله، وهو بهذا الاعتبار يُثمر راحة للنفس وطمأنينة للقلب وأنسا بالله عز وجل.
فإن أثمر قلقا واضطرابا، فهو مجرد وساوس وأوهام قد تترتب عليها أمور لا تحمد عقباها من تكاسل في الطاعات وجرأة على المعصية ويأس وقنوط من رحمة الله تعالى، وفي هذا اتباع لخطوات الشيطان، وقد حذر الله تعالى من ذلك بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور: 21].
إذا ثبت ما ذكرناه، فلتجعل من هذه الأشياء التي تحس بها سبيلا لطاعة ربك وسعادتك ودخول جنة ربك، وأغلق على الشيطان منافذه حتى لا يقودك إلى المهالك، وراجع لمزيد من الفائدة الفتويين:22445، 28804 .
والله أعلم.