الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فسلي الله ما تريدين مما لا إثم فيه، ولا قطيعة رحم، وليس هذا من الاعتداء في الدعاء بسبيل.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: وفي الترمذي: ليسأل أحدُكم ربَّه حاجَتَه كلَّها حتى شِسْعَ نَعْلِه إذا انقطَعَ؛ فإنه إن لم يُيَسِّرْه لم يتيسَّر. وما زال الأنبياءُ وأتباعُهم يسألون الله مصالحَ دينهم ودنياهم وآخرتهم، فمن هو الذي استغنى عن سؤال الله تعالى. انتهى.
فسؤال الله ثوبا جديدا أو دارا واسعة، أو ولدا صالحا أو نحو ذلك، أمر حسن مطلوب، وليس فيه شيء من الاعتداء في الدعاء. وماهية الاعتداء في الدعاء، قد بيناها في الفتوى: 411400.
ولزوم أدعية الكتاب والسنة حسن جميل، وفيه خير كثير، وسؤال الله أن ييسر للعبد الخير حيث كان من الأمور المهمة، وهو من جوامع الدعاء.
قال ابن القيم -رحمه الله-: فاحذر كل الحذر أن تسألَه شيئًا مُعيَّنًا خِيرتُه وعاقبتُه مغيبةٌ عنك، وإذا لم تجد من سؤاله بُدًّا، فعلِّقه على شرط علمِه -تعالى- فيه الخيرة، وقدم بين يدي سؤالك الاستخارة، ولا تكن استخارة باللسان بلا معرفة، بل استخارة من لا علم له بمصالحه، ولا قدرة له عليها، ولا اهتداء له إلى تفاصيلها، ولا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، بل إن وُكِل إلى نفسه هلك كل الهلاك، وانفرط عليه أمره. انتهى.
والحاصل أن ما ذكر ليس من الاعتداء في الدعاء، فعليك أن تلزمي الدعاء، وتدعي بما تشائين، وتكثري من الدعاء بأدعية الكتاب والسنة، والجوامع من الدعاء؛ فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء.
وبه يتبين أن ما ذكرته هذه الداعية ليس على إطلاقه، وأنه لا يلزم كل أحد أن يدعو دعاء مقيدا، بل من دعا دعاء مطلقا وسأل الله الخير حيث كان فهو على خير.
ومن فعل ما ذكرته من تقييد الدعاء، فلا حرج فيه أيضا، وكل ذلك واسع والحمد لله.
والله أعلم.