الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير، ورغبة فيه.
ثم اعلم أنه لا يلزمك أن يستجيب الناس لك، ولا أن يقتنعوا بما تقول، بل الواجب عليك هو أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وبذلك تكون قد فعلت ما عليك. قال تعالى: لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ {البقرة:272}، وقال: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ {الغاشية:21، 22}.
ثم اعلم كذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسقطان بخوف المفسدة، فإذا كان نهيك عن المنكر يؤدي إلى فساد أكبر، فليس لك أن تنهى والحال هذه، وكذا يسقط بخوف الضرر والأذى في النفس أو المال، فإذا خشيت أن تضرب أو تسجن لم يلزمك الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر، وانظر الفتوى: 200135.
وإذا تمهدت لك هذه القواعد زال عنك الإشكال والقلق، لكننا ننبهك إلى ضرورة التحقق من كون ما تنهى عنه منكرا يستوجب النهي، وأما مسائل الخلاف فإنه لا إنكار فيها، وتكون معرفة ذلك بطلب العلم الشرعي، وسؤال أهل العلم.
ومن ثَمَّ، فإن نصيحتنا المبذولة لك هي الاجتهاد في طلب العلم، وأنت لم تزل صغير السن، وأن تلزم حلق العلم، ومجالس العلماء حتى تعرف المعروف من المنكر، وتتعلم قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكون داعيا إلى الله تعالى على بصيرة.
نسأل الله أن يوفقك وينفع بك.
والله أعلم.