الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله ان يوفقك، وأن يجعل همّتك فيما ينفعك في دِينك، ودنياك.
وأما الدعاء بإطالة القامة: فإن كان بعد مرحلة النمو -كما في حالتك-، فهو دعاء غير مشروع، وهو من الاعتداء في الدعاء؛ لأنه سؤال لأمر مستحيل في العادة، قال ابن تيمية: وقوله تعالى: {إنه لا يحب المعتدين} قيل: المراد أنه لا يحب المعتدين في الدعاء؛ كالذي يسأل ما لا يليق به من منازل الأنبياء، وغير ذلك. وقد روى أبو داود في سننه عن {عبد الله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: يا بني، سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور، والدعاء}.
وعلى هذا؛ فالاعتداء في الدعاء تارة بأن يسأل ما لا يجوز له سؤاله من المعونة على المحرمات. وتارة يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأل تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب، ويسأله بأن يطلعه على غيبه، أو أن يجعله من المعصومين، أو يهب له ولدًا من غير زوجة، ونحو ذلك مما سؤاله اعتداء لا يحبه الله، ولا يحب سائله. اهـ.
وراجع في هذا الفتاوى: 209851، 184181، 341338.
فارضَ بما قسم الله لك، واشتغل بشكر نعم الله عليك، والتي لا تملك إحصاءها، واصرف همّتك إلى ما ينفعك في معاشك، ومعادك.
والله أعلم.