الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم على ذلك العمل وما يكتسب منه، ينبني على مقتضى تلك الدرشة وذلك التواصل، وهل فيه خضوع بالقول؛ فيحرم، ويكون المكتسب منه خبيثا.
أو هو كلام منضبط بالضوابط الشرعية في ذاته ومقتضاه كالإنشاد الديني، والقراءة ونحو ذلك مما هو مباح من حيث الأصل.
وإن كنا نتصور أن ضبط مثل ذلك فيه عسر؛ لأن أغلبه ينبني على ترخيم المرأة لصوتها وترقيقها له، وقول كلمات ملاطفة، وتحبب إلى من تتم الدردشة معهم لكسبهم؛ لأن أكثر ذلك إنما هو مصائد لإيقاع من في قلوبهم مرض شهوة، فيبحثون عن قضاء أوقات فراغ في الحديث مع النساء يستمتعون بذلك وهذا لا يجوز؛ فقد قال تعالى: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً {الأحزاب: 32}.
ومجال الكسب الحلال الذي لا شبهة فيه كثير لمن تحراه وابتغاه، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
والله أعلم.