الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمسيح -عليه السلام- من أنبياء الله الكرام، ورسله العظام، وهو من أولي العزم من الرسل.
ومن تعمد سَبَّه عليه السلام؛ فهو كافر، مرتد -والعياذ بالله- فإن احترام جميع الأنبياء وتعظيمهم وتوقيرهم من أركان الإيمان. قال تعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ {البقرة:285}.
والنصوص الدالة على هذا الأصل كثيرة، فمن خالف هذا، واجترأ على سب أحد من رسل الله -عز وجل- كالمسيح، أو غيره؛ فقد أتى منكرا عظيما.
فيجب نهيه عن هذا المنكر، ولا يجوز السكوت عنه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من رأى منكم منكرا فليغيره... الحديث. رواه مسلم.
فيجب عليك إذا رأيت هذا التعليق أن تبين أنه محرم، بل كفر -والعياذ بالله- وأن تدفع عن عرض المسيح رسول الله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
وليس ما ذكرتَه عذرا يبيح لك ترك النهي عن هذا المنكر الشنيع، إلا أن يكون غيرك قد قام ببيان الواجب في هذا الأمر، فيسقط عنك وجوب النهي.
والله أعلم.