الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا علاقة ولا تعارض بين تمكن الشياطين من استراق السمع، وبين ما رُوي أن جبريل عليه السلام لم يتجاوز سدرة المنتهى في السماء السابعة؛ لأن الشياطين إنما تسترق السمع مما تتكلم به الملائكة في السماء الدنيا، بل ما في السحاب، كما بيناه في الفتوى: 241510.
ثم إن أحاديث الإسراء والمعراج مشهورة معلومة بأسانيدها، وليس في شيء منها- حسب ما اطلعنا عليه- التصريح بما ذكرته عن جبريل، وإنما ورد في بعض آثار -لم نقف على سند لها- ما يفيد أن جبريل فارق النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى.
ومن ذلك ما نقله النووي عن القاضي عياض أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فارقني جبريل وانقطعت عني الأصوات.
ومنها كذلك ما حكاه ابن عاشور في تفسيره عن مقاتل في قوله تعالى: وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ [الصافات:164].
ونوصيك بطلب العلم الشرعي حتى تكون على بصيرة من دينك.
والله أعلم.