الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكم على جواز ذلك ينبني على ما يأمر به القائلُ، أو ينهى عنه، فإذا كان الشيء المأمور به من خصال الإيمان، فلا حرج في ذلك؛ كأن يقول قائل: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليبر والديه، وكذا لو كان المَنْهِيُّ عنه تركُه من خصال الإيمان كأن يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعق والديه. فمثل هذا مطلوب شرعا؛ لأنه إما ترغيب في الخير، أو نهي عن شر.
وقد جاء في السنة أحاديث كثيرة فيها الترغيب في الخير بلفظ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليفعل كذا. كحديث: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ. متفق عليه.
وكذا جاء في السنة أحاديث كثيرة فيها التحذير من الشر بلفظ: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يفعل كذا. كحديث: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يَدْخُلِ الحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحَمَّامَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا بِالخَمْرِ. اهــ رواه الترمذي.
والله أعلم.