الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوصف العلامة علي القاري بالمشرك: ضلال مبين، وجرأة على الباطل، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر، فقد باء به أحدهما. متفق عليه.
وأما وصفه بالمبتدع، فلا نرضاه هكذا بإطلاق! فهو وإن كان على المذهب الماتريدي في العقيدة، إلا إنه ينتصر لمذهب السلف وعقيدة أهل السنة والجماعة في كثير من المواضع، وقد استشهد بكلامه الدكتور شمس الدين الأفغاني في مواضع كثيرة من رسالته للدكتوراه (جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية).
وقال في رسالته للماجستير (الماتريدية وموقفهم من توحيد الأسماء والصفات 1 /350): في القرن الحادي عشر، الإمام العلامة المحدث الفقيه علي بن سلطان محمد أبو الحسن الهروي المكي المعروف بملا علي القاري، وهو من أكبر أئمة الحنفية المتأخرين، ذكره الكوثري في قائمة كبار أئمة الحنفية، ولقبه بناصر السنة. فيكون كثير من أقواله حجة على الكوثرية؛ لأنه كثيرا ما يقرر عقيدة السلف، ويثني على شيخ الإسلام ابن تيمية. اهـ.
وقال بعد ذلك (1 / 539): فقد دافع القاري - جزاه الله خيرا – دفاعا كاملا عن شيخ الإسلام وابن القيم ورد على من رماهما بسوء الاعتقاد والتجسيم والتشبيه والضلال، وأقر عقيدة السلف في الصفات، وأنها لا تستلزم التشبيه، كما دافع عن أهل الحديث ورد على من يطعن فيهم بالتشبيه والحشو، ثم حقق أن عقيدة شيخ الإسلام وابن القيم هي بعينها عقيدة الإمام أبي حنيفة. اهـ.
وراجعي في بيان الفرق بين مذهب السلف والمذهب الماتريدي الفتويين: 38987، 10400.
وأما عبد القادر الجيلاني – رحمه الله – فهو أهل للمدح والثناء، دون غلو ولا إفراط. وراجعي في تزكية العلماء له، الفتوى: 24734.
وأما الوصف: "بسيدنا وسندنا ومولانا" فله وجه مقبول، وانظري الفتويين: 139950، 323506.
وأما "القطب الرباني والغوث الصمداني" فعبارات صوفية مرفوضة، ولها عندهم معان بدعية، وراجعي للفائدة الفتويين: 66211، 53100.
والله أعلم.