الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك، وأن يعيذك من شر نفسك.
فما ذكرته ليس بصحيح، وليس الحكم بالكفر شيئًا هينًا ليطلق بهذه الطريقة! لا سيما في هذه المسألة التي عمّت بها البلوى؛ حيث فشت الكتابة، وكثرت في الأوراق المطبوعة، واللوحات المعلقة، والملصقات المتكاثرة على الجدران، والأعمدة، وفي الأسواق، والمدارس، والجامعات، والبيوت.
ولا ريب أن الأمر لم يكن كذلك قديمًا، حيث أطلق بعض الفقهاء عبارات يمكن أن تحتمل في زمانهم، بخلاف الواقع الآن؛ ولذلك سبق أن نبهنا في عدة فتاوى على ما ذكره بعض أهل العلم من أنه لا حلّ لهذه المشكلة، إلا بغض البصر، ونشر الوعي الإسلامي في المجتمع؛ حتى يتعاون الجميع على احترام أسماء الجلالة، وانظري الفتويين: 122036، 122041.
ولا ريب في أن السائلة قد كلّفت نفسها بما لا يلزمها في هذا الباب، والغالب أن من يقع في ذلك ينقطع ويعيى، ويصيبه العنت والمشقة، وهذا مخالف لمقاصد الشرع، وخارج عن الوسع، الذي لا يكلف الله إلا به، وراجعي للأهمية الفتوى: 112698.
وأما التفصيلات المسؤول عنها في آخر السؤال، فلا داعي لها بالنسبة للسائلة، فإن تناول هذه التفاصيل مما يزيد الموسوس أرقًا، وتعبًا، وحرجًا!
والذي نوصيك به أن تعرضي بالكلية عن التفكير والتقرير في هذه المسائل، فلا عليك إلا مراعاة أحوالك الخاصة، ومتعلقاتك الخاصة، وأوراقك الخاصة، مما فيه كتابة أسماء الله تعالى، وآيات القرآن، ونحو ذلك مما يُعظَّم.
وأما ما تمرين عليه في الطريق، والمدرسة، ونحو ذلك، فغضي بصرك عنه، ولا تفتشي فيه، ولا تلتفتي إليه، فلا يصلح للموسوس إلا ذلك.
والله أعلم.