الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الاسم المذكور مختصا بالكفار، أو متضمنا لمعنى محرم، أو علما لأحد مشاهير الفساق كالممثلين أو المغنيين لم تجز تسمية المولود به، وإن لم يكن فيه شيء من ذلك فإن الأصل في باب التسمية الجواز؛ ولكن مع هذا لو كان المولود عربيا فإننا لا ننصح بتسميته به ولا ينبغي، وذلك أن انتشار الأسماء الأعجمية في أولاد العرب مُؤْذِنٌ بمزيد إضعافٍ وتقليصٍ لمساحة اللغة العربية التي هي لغة القرآن والسنة.
ثم هل ضاقت اللغة العربية عن الأسماء الحسنة الجميلة حتى يلجأ المسلم العربي إلى الأسماء الأعجمية؟! ولا يبعد أن يكون تسمية أولاد العرب بالأسماء الأعجمية ومناداتهم بها وانتشار ذلك داخلاً في رطانة الأعاجم ـــ وهي تكلم المسلمين بغير اللغة العربية لغير حاجة ـــ والتي نهى عنها عمر ـ رضي الله عنه ـ وكرهها الأئمة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كره الشافعي لمن يعرف العربية أن يسمي بغيرها، وأن يتكلم بها خالطا لها بالعجمية ... وروى أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف حدثنا وكيع عن أبي هلال عن أبي بريدة قال: قال عمر: ما تعلم الرجل الفارسية إلا خب، ولا خب رجل إلا نقضت مروءته ...ـــ ثم ذكر عن ـــ محمد بن سعد بن أبي وقاص سمع قوما يتكلمون بالفارسية فقال: ما بال المجوسية بعد الحنيفية. اهـــ مختصرا.
والله أعلم.